كان أمجد يتصفح كتاب -أطلس العالم- يقلبه ويقرأ ما فيه من أسماء بلاد وأنهار وبحيرات ومحيطات.. وفجأة شدّ إنتباهه اسم فأخذ يقرأه مرات عديدة ثم أجهش بالبكاء...
أسرعت إليه أمه وحاولت تهدئته لتعرف ما الذي يبكيه.. ولكن أمجد لم يتوقف عن البكاء..
سمع الأب بكاء أمجد فخرج من غرفته مسرعاً وهو يقول بلهفة شديدة:
ـ ماذا حدث!!! لمَ كل هذا الصراخ والبكاء؟!!
سكتت الأم وهي تشير إلى ولدها بدهشة كبيرة.. ولكن أمجد أجاب وسط دموعه:
= بابا... لماذا مات البحر الميت؟ من الذي قتله؟!!
تعجب الوالدان من كلام إبنهما الصغير، ثم إبتسم الأب إبتسامته الحلوة وهو يقول:
ـ اهدأ يا صغيري الحبيب.. لا أحد يستطيع قتل البحر الميت؟!!
أجاب أمجد بتنهد متقطع:
= إذا لم يقتله أحد.. لماذا سمي بالبحر الميت إذن!!!
حاولت أم أمجد أن تمسك نفسها من الضحك، بينما رد الأب بحب:
ـ سميّ البحر الميت بهذا الاسم -يا صغيري- لأنه يقع في أخفض منطقة على وجه الأرض وتصب فيه جميع الأمطار والأنهار ولأنه لا يستطيع تصريف مياهه أصبح يمتاز بملوحة شديدة.. فلم يستطع السمك أن يعيش فيه، ولا الإنسان أن يشرب منه.. فقُتلت فيه الحياة وأصبح ميتاً لدى الحيوانات والإنسان.
المصدر: مجلة الفاتح.